التواجد معا ـ المشاركة الإيجابية

إن جميع الأطفال في حاجة إلى أن يلعب الآباء دورا نشطا في حياتهم اليومية. يستطيع الأبوان المشاركة بشكل إيجابي وذلك من خلال اهتمامهم بما يزاوله الطفل وما يحبه والإنصات لما يقوله ومشاركته في اللعب وفي روتينه اليومي وفي نشاطات أوقات الفراغ الترفيهية وأداء واجباته المدرسية. من الجيد أن يلاحظ الأطفال أن الآباء على علم بحالهم ويحسون بمشاعرهم ويتابعون تجاربهم وجوانب قلقهم. من خلال تقمص الأبوين لوجدان الطفل وتفهمهم له يشعر الطفل بأنه مريء وبأنه ليس وحيدا مما يوفر له أسس الشروط الرئيسية لإقامة علاقة إيجابية مع الأفراد الآخرين. تنطوي المشاركة الإيجابية أيضا على وضع الذات في المواقف الذي يوجد الطفل فيها ومتابعة المبادرات التي يتخذها وتوجيه الدعوة إلى الطفل للتعاون وتوفير الحماية له ووضع حدود السن الملائمة له وتوفير مناخ ودي محبذا للعب والتعلم وهذا أقل الأيمان.

من خلال المشاركة الإيجابية تصبح العلاقة أكثر قوة وترابط بين الآباء والأبناء.  يساعد هذا الطفل علي اعتبار والديه بمثابة قاعة أمان يلجأ إليها بحثا عن الدعم وعن الشعور بالجوار والمواساة أو التشجيع. عندما يطوّر الأطفال والآباء علاقة طيبة بينهما يتمكنان هكذا من مشاطرة الأفراح والأحزان من تقوية أواصر المحبة بينهما.

عندما يتم النظر إلى مواقف الحياة على أنها بمثابة تحديات، يصبح الوضع بالنسبة لنا جميعا أكثر صعوبة لمواصلة توفير المشاركة الإيجابية مع الطفل.  قد يطور الأطفال الذين يعانون من مشاكل في السلوك غالباً علاقات سلبية مع والديهم. يجوز أيضا أن يرى الوالدين من جانبهما أنه من الصعب تحقيق الجوار مع الطفل والالتزام نحوه عندما تتفاقم المشاكل بينهما ويركزا انتباههما بشكل متزايد على الجوانب السلبية لما يفعله الطفل. إن أصبح الوالدان عاجزين عن المشاركة بنشاط في عالم الطفل، يستمر هذا التطور السلبي فى أغلب الأحيان. قد تتباعد المسافة بين الطفل والوالدين، كما قد ينعدم الشعور بالجوار وقد يحجم الطفل عن اللجوء إلى الوالدين عند الحاجة. من المفيد، في هذه الحالات، أن يحصل الآباء والأبناء على السواء علي مساعدة مهنية متخصصة.  

 

إن الهدف الأكثر أهمية لبرنامج PMTO هو عكس هذه النماذج السلبية بحيث ينشأ الشعور بالجوار بين الأبوين والطفل وأن تقوى العلاقة السيكولوجية بينهما. سوف يتم بناء جميع مهارات الآباء التي يهتم بها برنامج PMTO لتحقيق الهدف الرئيسي منه – أي تحقيق المشاركة الإيجابية.